في مزرعة ريفية كبيرة، يعيش ديك مع الفراخ وبقية الحيوانات. كان يستيقظ في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس, ويصعد إلي السطح المرتفع، ثم يصيح عدة مرات، ويراقب الأفق حتى يبزغ جزء صغير من قرص الشمس. فيطمئن الديك وينزل، فتلقي عليه بقية الحيوانات تحيه الصباح قائلة: " صباح الخير يا ديك، أحسنت عملا إذ جعلت الشمس تشرق لنبدأ يوما آخر جميلا.فشروق الشمس كانت مسئولية جسيمة ملقاة علي عاتق الديك. أما هو فكان يفكر في نفسه: "ماذا لو مرضت؟ أو حتى مت؟ .. ماذا يحدث لبقية الحيوانات لو لم تشرق الشمس؟ كيف يكون العالم بدون شمس؟ بارد ومظلم. حتى الأشجار والأزهار ستموت بسبب الظلام الدائم، والحيوانات أيضا ستموت من البرد والجوع، ولهذا يجب علي أن أقوم بواجباتي وأصعد إلي السطح وأصيح حتى تشرق الشمس. يا لها من مسئولية".ولكن في يوم ما، استيقظ الديك متأخرا عن عادته ... هل تعرفون ماذا وجد؟وجد الشمس تسطع في كبد السماء وأشعتها تدفئ الأرض، وأما الحيوانات فكانت تصرخ في وجهه: "لقد ضحكت علينا يا ديك طوال هذه السنين وأنت تكذب علينا لقد ظننا إنك أنت الذي تجعل الشمس تشرق".شعر الديك بحزن، لقد ظن هو أيضا إنه يجعل الشمس تشرق. ولكن سرعان ما تحول حزنه إلي فرح شديد، إذ أدرك أن شروق الشمس ليست مسئوليته، بل الله هو الذي يشرق شمسه علي الأشرار والأبرار.فلماذا يا نفسي تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة؟كأنه بدونك ستتوقف مسيرة الحياة.ألم تسمعي صوت يسوع قائلا لك: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا""لا تهتموا بشئ، بل في كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله"(في 4-6)