كان الاستاذ (ص.ا) راكبا الترام بمدينة القاهرة وفى محطة اخرى دخل كاهن فافسح له مكانا بجوارهوجاء محصل الترام يطلب الاجرة فمد له الكاهن يده وهى تحمل الاجر المطلوب دفعه فرفض الكمسارى ان ياخذه من يده مباشرة الا عن طريق من يجلس بجواره حتى لا تتلامس يداه مع يدى الكاهن....اثار هذا الامر حمية الركاب وحسما للموقف دفع (ص.ا) الاجرة للكاهن الذى يجلس بجواره ولم يفعل الكاهن شيئا سوى انه تجهم باكيا من فرط تاثره ومن شدة الموقف الذى وضع فيه ولم يفه فاهه بكلمة سوى الشكر لله وقطعت التذكرة وخرج المحصل من باب الترام قاصدا بابه الخلفى واذا بالسائق يستخدم لايقاف المركبة فرملة كبيرة قوية هزت كل الجالسين فيه فما الذى جرى ؟ لقد التهمت عجلات الترام محصله التهاما ولم ترفع يداها عنه الا بعد ان فاضت روحه وهنا قال واحد من الراكبين : اتارى غضبكم صعب بالشكل ده ركب واحد من الاباء الكهنة سيارة اتوبيس فوجده مزدحما فوقف مع الواقفين ممسكا بيده اليمنى القضيب الذى يتمشى تحت سقفه ليمسك به الواقفون فيه شاهد الكاهن ان الذى يجلس فوق الكرسى الذى امامه يبدو عليه التململ والضجر وهو ينظر الى فوق حيث يد الكاهن ثم ياخذ شهيقا ويخرج زفيره بصوت عال وبعدها قام ودعاه للجلوس مكانه فشكره الكاهن على جميل خلقه ومحبته حيث فضله على نفسه فانكر الرجل كل هذا الذى قاله الكاهن فبادره الاب بقوله ان وقوفك انت ليتاح لى فرصة الجلوس بدلا منك دليل على محبتك واخلاقك العالية فتحدث الرجل بغضب قائلا : حضرتك حاطت لى الصليب فوق راسى انا افضل ان اقف من ان يعلو الصليب هامتى ويوضع فوق راسى وكان يقصد بذلك الصليب الموشوم على يد الاب الكاهن اليمنى كعادة الاقباط لتلمس بركه صليبهم وهنا ابتسم الكاهن بدون غضب وهو يقول له ...طيب ماتشوف الصليب عمل فيك انت ايه وعمل فيا ايه قومك انت من مكانك وقعدنى بدالك للقمص سيداروس عبد المسيح